لم تعد حياتنا الحالية كسابقتها، هذه حقيقة، فالتغيرات سريعة بفعل التقنية، فلا نكاد نصبح إلا على حدث جديد، لذا تغير سلوكنا وأصبحنا أكثر سرعة وأكثر شغفا واكثر عزلة! فللأسف متغيرات عدّة تسارعت لتصيب سلوكنا وجعلت من هذا الأمر واقعاً ويجب أن نعيشه ونتعايش معه، وبكل مميزاته وعيوبه.
اتحدث هنا بالتحديد عن الأطفال وتفكيرهم وطبيعة حياتهم وسلوكهم، وأركّز على من هم دون سن الثلاثة عشر، وهي فئة الأطفال التي صنفها علماء النفس، صحيح أن براءة الطفولة هي نفس البراءة السابقة، ولكن كل ماحولهم تغير، فأصبح بفضل التقنية كل شيء متاح ومتوفر وممكن، وسياسة المنع لم تعد تجدي نفعا مهما حاولنا.
العالم لم يصبح كما قال البروفبسور الكندي مارشال ماكلوهن أنه “قرية صغيرة”، بل تحول بكل ما فيه بـ”منزل واحد” وهنا تكمن الخطورة، فلم يعدو اقفال الأبواب امام ابناءك بأن ذلك كافياً، بل لم يصبح مؤثراً على الأطلاق.
وبحسب بحث أجرته شركة “سيمانتك” لأمن المعلومات -ضمت 7 آلاف مشارك ومشاركة- أن الأطفال السعوديون يقضون ثلاث ساعات يومياً مع الأجهزة المحمولة، وهذا المعدل جعل السعودية في المرتبة الثالثة عالمياً، وهذا مؤشر خطير!
كما أظهرت النتائج أيضاً، أن الطفل السعودي يحظى بجهازه الأول بعمر السابعة -كمعدل-، كما يسمح له من والديه بالاتصال بالإنترنت في غرف نومه بنسبة %34 وفقا لدراسة الشركة.
وبعيدا عن الإحصائية، فإن الصعوبة تكمن في التعامل مع الطفل، فحتى لو منعته الجهاز اللوحي -خوفا عليه- فقد تجده عند صديقه يتصفح اليوتيوب! أو حتى لو حرمته من الهاتف الجوال -كونه في مرحلة صغيرة- أو منعته من بعض الألعاب كونها لا تناسب عمره، فسوف يلعبها مع اصدقاءه أو ابناء عمه.
بالتأكيد سياسة الحرمان والمنع ليست كافية، بل قد يكون نتائجها عكسي! ولكن من خلال التوجيه ووضع الإجراءات المناسبة وتحديد قواعد وحدود مناسبة وان يكون ذلك بالتفاهم مع الطفل وتوضيح المخاطر التي يواجهها، ولكن كل ماسبق سهل قوله نظرياً ولكنه صعب جداً تنفيذه عملياً ولا يشعر بذلك إلا الآباء والأمهات.
لست هنا -في هذا المقال- لأمارس دور الموجه والمربي الناجح، فأنا أيضا أبحث عن أفضل الحلول المناسبة للتعامل مع أطفالي، ولكني اعتقد ان افضل تعامل مع الأطفال هو ان نعاملهم كمراهقين بتعزيز الثقة فيهم وان يتعلمون منّا وليس من ورائنا، وان تكون قلوبنا وعقولنا مفتوحة لهم لكي نكسبهم ونحميهم في نفس الوقت.
أحب أن أضيف الى تعزيز الثقة لدى المراهق،الدعاااء لهم خاصة من قيل الوالدين
إعجابإعجاب
دوره رائعه تعلمت َمنها الكثير
إعجابإعجاب